الصف المقلوب استراتيجية حديثة في التدريس
مقدمة
قدمت التكنولوجيا الحديثة مجالات أوسع في عمليات التعليم والتعلم وخاصة فيما يتعلق
بمهارات ونماذج التعلم القائم على الإنترنت.
(Bishop & Verleger, 2013; Findlay-Thompson & Mombourquette, 2014; McLaughlin et al., 2013; Strayer, 2012; Tune, Sturek & Basile, 2013; Wagner, Laforge & Cripps, 2013)
مع هذا التوسع في استخدام التكنولوجيا وخاصة في التعليم العالي، يحاول الكثير من
أعضاء هيئة التدريس والمهتمين بمجال التعليم العالي استحداث وتطوير أساليب جديدة
لدعم عمليات التعلم لدى الطلاب وجعلها أكثر فاعلية.
(Findlay-Thompson & Mombourquette, 2014; Strayer, 2012)
وعلى الرغم من الاتجاه العام نحو توظيف التكنولوجيا و والرغبة في دمجها في التعليم العالي،
تشير أحدث الكتابات والأبحاث الأكاديمية إلى البطء النسبي في دمجها بشكل فاعل. قد
يكون أحد الأسباب المهمة هو التكلفة العالية لتبني أنظمة أو استراتيجيات تعليمية قائمة
على التكنولوجيا.
(Bishop & Verleger, 2013)
كما يشير العديد من الباحثين على مستوى العالم إلى أن هذا البطء في دمج التكنولوجيا
في التعليم العالي قد يعزى إلى ارتفاع نسبة أعضاء هيئة التدريس الذين يفضلون أساليب
واستراتيجيات تعليم وتعلم تقليدية كأسلوب المحاضرة.
(Butt, 2014; McLaughlin et al., 2013)
تعريف الصف المقلوب
يعرف Stone (2012) الفصل المقلوب بأنه:
• استخدام أدوات الفيديو لتسجيل الصوت والصورة للمحاضرات وجعلها متاحة
للطلاب بوقت كاف قبل الحضور للمحاضرات الرسمية.
• هذا يتيح وقت المحاضرة الرسمي للمناقشة وحل المشكلات وتوضيح المفاهيم الصعبة
والإجابة على تساؤلات الطلاب.
• كما يتيح للطلاب المزيد من الفرص للمشاركة الفاعلة أثناء وقت المحاضرة، وربط
الدروس بالحياة الواقعية خارج المحاضرة
كما يعرف Bishop and Verleger (2013) الفصل المقلوب بأنه:
استراتيجية تعليمية توظف التعلم الغير متزامن عن طريق مشاهدة مقاطع فيديو مسجلة
للمحاضرات والدروس، وتحفز الطالب على مشاهدتها كواجبات منزلية قبل الحضور في
الفصل الذي يخصص زمنه للمشاركة بفعالية في أساليب حل المشكلات بشكل جماعي
كما يشير Bergmann and Sams (2012) بأن:
استراتيجية الفصل المقلوب تدعم مفهوم التعليم المتمركز حول الطالب، لا المعلم. حيث يقوم
الطلاب بمشاهدة مقاطع الفيديو المسجلة وبناء التساؤلات حول الموضوع. ويكون دور المعلم
ببساطة في تزويد الطلاب بتغذية راجعة احترافية حول الموضوع. كما يكون دور الطلاب في حل
الأنشطة المتعلقة بالموضوع ومشاركة أعمالهم مع زملائهم. وفي ظل وجود إشراف أكاديمي فاعل
من قبل المعلمين، فإن الطلاب عادة ما يبدون الكثير من الحماس والتفاعل للقيام بدورهم وإنهاء
الأنشطة المتعلقة بالموضوع بشكل حديث وغير تقليدي. كما أن من مسؤوليات الطلاب محاولة
استيعاب المفاهيم الجديدة في الموضوع والاستعانة بخبرات معلميهم الذين يقتصر دورهم على
مساعدة الطلاب على الفهم والاستيعاب والتطبيق الفعلي، لا مجرد تلقين المعلومات بشكل
تقليدي.