أنماط وقواعد في تربية الأبناء
ذ: نبيلة الشاهر
يقال إن التربية السليمة هي الرعاية العلمية للأبناء من مأكل و مشرب و ملبس... ليحققوا النمو السليم لكن أين هي الرعاية النفسية ؟ فهل التربية تقاس نفسيا أم علميا ؟ وما هي أنماط الو الدية السلبية و الايجابية ؟
عندما تتاح الفرصة للأبناء لأخذ المبادرة في الكلام، فطبعا يجب قول و اختيار ما يروق باعتبارهم آلة تتكلم بإذن فنحن بعيدين كل البعد عن فهم نفسية الأبناء و أنظمتهم التمثيلية و برامجهم العقلية .
ينتظر المربي إنجازات ابنه بعد مضي مجهودات تبرمج على شكل أوامر (اذهب، احفظ، انتبه ....) فيا أسفي على مربي ينتظر ورقة الامتحان قبل أن ينظر إلى وجه الممتَحَن أهو سعيد بالنتيجة أم تعيس لها ؟ و عندما يخطئ يصبح الطفل هو المذنب الأكبر . فالتربية ليست نتائج بل ممارسات و سلوكيات و قيم تغرسها أيها المربي و المربي الايجابي لا يتعامل مع ظاهر السلوك و لكن مع أصل السلوك فمحيط الطفل نظيف فلا يجب أن تقتحمه إلا بعد نظافة أفكارك .
أنت يا ابني أكبر من كل انجاز تحققه للأسف فهي قاعدة مبهمة لا محل لها في الأنماط الوالدية، و انجازات الطفل لا تشكل أي انبهار حتى قيمة الابن نفسه يجب يُنظَر لها من زاوية ارتباطها بالشخصية لا بالشهادة و لا الميزة التي بالشهادة، فالتربية هي فن مصحوب بالمتعة و الإبداع و التنويع في أساليب التربية، فهي راحة بعد رعاية صحية، نفسية، علمية،اجتماعية، روحية و سلوكية .
أنماط الوالدية :
النمط التسلطي و حب السيطرة للمربي المتسلط و المتمثل في الأنموذج الأبوي التقليدي( الأسرة التقليدية التي تطغى فيها سلطة الأب و لا توجد في قاموسه لفظة ''لا'' فهذه الأخيرة مرفوضة تماما ) و هذا النموذج لا يزال موجود في الكثير من المجتمعات على شكل عادات و تقاليد متحكمة في سلوكيات الوالدين التربوية، و يقضي هذا المنهج بالسيطرة التامة على الطفل و تسلبه الاختيار و تتحكم في كل اختياراته حتى و لو كانت تخصه وحده، و كثيرا ما يعتقد أصحاب هذا النمط أن التنازل عن السلوك التسلطي و لو بابتسامة خفيفة سيسقطهم من على عروشهم و يسحب منهم الوقار. و في النهاية يصبح الطفل ضعيف الشخصية و فاقد الثقة و اتكالي و قد يعاني الانطوائية و عقدة عدم المواجهة و قد يؤدي به الحال إلى الانحراف بسبب غياب مهارات اتخاذ القرار. فكم سلوك رائع لم نمدحه أطفأناه ....و كم من سلوك سيئ انتقدناه عززناه .
النمط المتساهل حرية بلا حدود و حيلة بلا قيود '' في الغالب تؤكد الأبحاث و التجارب أن هؤلاء المربين المتساهلين هربوا من التسلط فلجؤوا إلى التساهل و التسيب و ألغوا كل الحدود و القيود و تركوا للأبناء الحرية المطلقة رغبة في تجاوز سلبيات التربية المتسلطة إلا أن لهذه التربية خلفيات أخرى كغياب الدين و عدم احترام القوانين الذي يؤدي إلى الانحلال الخلقي .